عن الكاتب

إيهاب الورداني

جائزة الورداني الأدبية

عن الجائزة

أسست جائزة الورداني الأدبية بعد وفاة الأديب الكبير إيهاب الورداني 23من نوفمبر 2020م الذي أثرى الحياة الأدبية بمؤلفات إبداعية متنوعة في القصة والرواية والنقد والمقالات،كما كان مثقفا عضويا فاعلا في الحركة الثقافية والأدبية ؛حيث شارك في كثير من الندوات ،واللقاءات والمؤتمرات الثقافية والإبداعية داخل مصر وخارجها ،إلى جانب نشاطه الدائم إثر توليه مناصب مختلفة منتخب فيها في العمل الثقافي
ونتيجة لدوره الفاعل ثقافيا وكذلك في العمل العام و لحب أسرته له، ووفائها الكبير، وإحساسها بمكانته قررت هذه الأسرة العظيمة المحبة الوفية الواعية أن تحافظ على ذكراه.
وقد مثل الأسرة ابنه الأكبر المحاسب ورد إيهاب الورداني حلقة الوصل مع أصدقاء والده وهم كثر ،وتشاور معهم ؛حيث انتهوا إلى ضرورة عمل جائزة أدبية تحمل اسمه ،وتخلد ذكراه وأيضا تكون بمثابة عمل صالح من الأسرة له ؛حيث تساعد الجائزة في اكتشاف مبدعين شباب،تعطيهم  دفعة لمواصلة الكتابة ، وخاصة بعد أن تم الاتفاق على ألا يزيد سن المتسابق على أربعين عاما  ،وبهذا تكون الجائزة كالصدقة الجارية .

المركز الإعلامي

الأخبار

المركز الإعلامي

14 Videos

موسيقا لمجول .. ديوان قصص جديد

للراحل/ إيهاب الورداني

صدر حديثا ديوان قصص تحت عنوان " موسيقا لمجول " للأديب / إيهاب الورداني عن دار ميتا بوك للطباعة والنشر. للأديب/ إيهاب الوردانى عده أعمال منها "على باب ناعسة" 1993، "الإرث" 1999، "العجز والرؤية" كتاب نقدى 2000، "مفهوم القص وإشكاليات البناء" كتاب نقدى 2006، "الرجفة والجمر" نصوص 2017، "ثمة حارس يفزعه الوقت 2018 ‘ " أحمل وطنا يشبهني"نصوص 2018 ‘" نخلة الهيش " رواية 2021’” قصر اللؤلؤ " قصص أطفال 2021’” تبدلات المعنى واالأسئلة المستعادة" كتاب نقدي 2022. وله تحت الطبع كتاب نقدي بعنوان " دوامات الاستقطاب في القصيدة المعاصرة " وجاء على غلاف الكتاب " حين أغلقت الباب غشيتنى راحة ، وأحسست أننى على غير ما تعودت حرا ، لا يرانى أحد ولا أرى أحدا " ما أجمل أن تفعل ما يحلو لك دونما تقيد أو حذر أو حتى ما يمكن أن يدخلك من إحساس أن ثمة أعينًا تختلس النظر إليك أو تحصي تحركاتك !" . بدت بسمتها فى سماء الغرفة كنجوم ليلة ظلماء ، حتى أننى رأيت وجهها الصغير وأسنانها البيضاء ونظارتها الملونة كأهازيج فرح تدعو للبهجة ".

البنية السردية في القصة القصيرة

عند إيهاب الورداني

تمت مناقشة رسالة الماجستير المقدمة من الباحثة / نورا سمير محمد يوم الاحد الموافق ٢١ نوفمبر ٢٠٢١ في قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب جامعة طنطا. بعنوان "البنية السردية في القصة القصيرة عند إيهاب الورداني". تحت إشراف أ . د أسامة البحيري والدكتور بشير الشوربجي وتتكون لجنة الحكم و المناقشة من : الاستاذ الدكتور أبو اليزيد الشرقاوي الاستاذ الدكتور أسامة البحيري الدكتور عهدي السيسي . وقد حصلت الباحثة / نورا سمير محمد محمد على درجة الماجستير بتقدير امتياز، وكان ذلك بحضور الشاعر الكبير الاستاذ مختار عيسى والشاعر الكبير الاستاذ جابر بسيوني والدكتور ماهر خليل والعزيز الاستاذ محمد الدش والدكتور طارق ابو موسى.

محمد عبد الحافظ ناصف يكتب :

الورداني جملة سردية متميزة

هى الحياة حين ترضى عنك تمنحك أناسا يشكلون معك الكثير من أحداثها و أماكنها و أفراحها و حتى أحزانها التى تصير بعد ذلك ذكريات ربما منحت بعض راحة عند تذكرها رغم الألم، تعطيك أشخاصا محبين لك، يسيرون معك حتى نهاية الرحلة التى تزيد ألما حين يتركوك وحيدا و يغادرون فجأة . لا أستطع أن أحدد أول مرة قد رأيت فيها الكاتب الصديق و الأخ إيهاب الوردانى أمين صندوق اتحاد كتاب مصر الراحل و معه الشاعر محمد الدش ، ربما كانت فى عام 86 على ما أعتقد ، كنت و قتها طالبا فى الصف الأول الجامعى بتربية طنطا قسم انجليزى، قد يكون اللقاء الأول فى نادى أدب الحزب الوطنى الذى كان يديره الناقد على خليل أو بقصر ثقافة غزل المحلة حيث يوجد القاص سامى عبد الوهاب أو نادى أدب حزب العمل و الشاعر الراعى نشأت الشريف أو بقصر ثقافة المحلة بمحب و الأستاذ المعلم عبد الحفيظ صقر أو بنادى أدب حزب التجمع و الصديقين ربيع عقب الباب و مختار عيسى،أو بمركز شباب الساحة مجدى الحمزاوى و محمد أبو قمر أو فى مجلة الرافعى حيث فاروق خلف و محمد العزونى و الناقد أحمد عزت سليم ،أو عند الكاتب الكبير الذى كان يحبه جدا و يعطر فمه دائما بأستاذية جار النبى الحلو ، أختلفت الأماكن التى جمعتنا لكنها لم تفرقنا رغم إختلاف اتجاه و إيدلوجية كل واحدة منها ، جمعتنا المحبة و الهدف المشترك نحو تحقيق الذات الأدبية و الفرح الطفولى الغامر لنجاح أى أحد من مجموعتنا ، مجموعة دلتا التى شكلت جماعة رؤى الأدبية بعد ذلك و بدأت تنسج لنفسها طريقا فى مديتنا الصغيرة الكبيرة بحكم تواجدها و إنجازاتها و تأثيرها فى الاقتصاد و الصناعة و الرياضة و الثقافة المصرية.

المجلس الإستشاري

الأستاذ /
مختار عيسى
الأستاذ /
محمد العزوني
الأستاذ /
محمد ناصف
الدكتور /
محمد زيدان
الدكتور /
أسامه البحيري

أمانة الجائزة

الأستاذ /
محمد عبد الستار الدش
الأستاذ /
ورد إيهاب الورداني
م /
إبراهيم إيهاب الورداني

 كثيرا ما ساءلت نفسي إذا ما عاد بى الزمن للوراء هل كنت سأسلك نفس الطريق التى سرت فيه ؟

وتكون الإجابة عندي : ليس لك خيار

فالأحلام التي بنيتها وشكلتني في فضائها وأركبتني مهر الجموح والاعتداد واليقين بأن فوارس الأيام هم الكتاب ، وورثة الأنبياء هم الكتاب ، وعيون الناس هم الكتاب ، وقلوب الناس هم الكتاب ، وألسنة الناس هم الكتاب  .. أنا إذن فارس ” مجول ” وشيخها ، ووريثها ، وعينها التي تبصر، وقلبها الذي ينبض ، ولسانها الذي ينطق ، فلا طريق غير الطريق ولا رجوع عن الطريق .

**

من منا يريد أن يتعرى ؟!

من منا يريد أن يكون كما ولدته أمه ؟!

سماء مجول ملبدة بجبال الغيوم ، وسيعة بلا منتهى .. تقب وتغطس فيها عذابات لا أدرى كنهها .. أنا ابن الخامسة عشر ..

 ربما ميولي للوحدة ، وركوني بين أعواد القش فوق سطح الدار غارقا في ذاتى أو متأملا سماواتى ..

وربما لقراءاتى في كتب ” أولاد العز ” الذين يقطنون جوارنا ويمدنى بها ” اليمانى الحانوتى” كلما أختلس الدخول لقضاء حوائجهم ..

 فعشت عوالم الأدب .. قرأت عودة الروح وسارة ، وتعرفت علي نفوس محفوظ وحاراته وترجمات أحمد أمين ،  وكتابات المازنى ،  والتابعى ، ومقار، وغيرهم .. ربما ..

وربما لطيبة أبي وجدة أمي .. وحالنا : جارنا من اليمين ” الحانوتى ” ومن اليسار ” فراش ” مدرسة إعدادية ، توهم يوما أنه ناظرها ، فعامل الحارة بمنطقه ..

وأمامنا تماما ” أولاد العز ” ينتمون بصلة ما إلي ” النحاس باشا ” قد يكون خالهم .. فلا أراهم إلا بيض الملابس ، بيض الوجوه ، ودائما ما يترفعون ..

وربما لخروجى في مظاهرة المحلة .. كيف لا أذكر .. نجوب شوارع المدينة ونهتف ضد الحكومة وضد القهر وضد العدو وضد كل جبال الغيوم ..

ربما .. وربما .. وربما ..

الربمات هذه هى التفتقات الأولي عن بذرة أن أكون كاتبا .

**

ليس كل ما يحصل عليه المرء من صنع يديه أو تخطيطه ، فلم أحلم يوما بلقاء شاعرين يصبحان فيما بعد زملاء دراسة .. في أوائل السبعينات توفى والدى .. وأمام نصيحة جارنا  لأمى لمساعدتها ، أدخلتنى مدرسة الصنايع ، غصبا عنى .. وهكذا جمعتنى – الصدفة وحدها – بالشاعرين أحمد عيد وسمير مصطفي أحدهما يكتب شعر الفصحى والأخر يكتب شعرا عاميا .. كنت المستمتع و المستمع الوحيد لهما .. وأيقنت في داخلي بذرة الإختلاف ، فروضت نفسي علي الإستماع لهما وتقديم المشورة إليهما فيما يكتبانه إستحسانا كان أو إختلافا .. والغريب أنهما لم يسألانى  يوما .. لماذا لا أكتب ؟

وحين فاجأتهما بقصة من تأليفي لم يدهشا .. أو يغضبا منى .. وكأنهما في قرارة نفسيهما يدركان من الوهلة الأولي أن مستمعا مثلي ومستشارا لهما لا يمكن إلا أن يكون شاعرا .. فالمرء علي دين خليله .. فقط  خاب ظنهما لكونى أكتب القص .

**

منتصف السبعينات حصلت علي دبلوم الصنايع والتحق شاعر الفصحي ” بالقوات المسلحة” واستوطن شاعر العامية أرض سيناء ..  ودخلت الجيش ، وشاءت الظروف ، مساعدة لي ، أن أكون راصدا داخل غرفة عمليات .. الظروف المحيطة مواتية لأكتب كل يوم حكاية علي زجاج الخريطة ثم أمحوها ثم أصبح الزجاج ورقا .. والورقات أخبئها .. كأنى أخاف من يرانى ، أن يري سوأتى .. أو يتعرف بشكل أو بأخر عليّ ..

كان ما أكتبه .. أنا .. ببساطة ..

ثم شاع أمري فأصبحت أكتب الخطابات للمحبين مقابل إستمتاعي بحكاويهم ومشاركتهم أحلامهم .

**

للفرحة أجنحة ، طارت بي ولم تحط ، حين أتانى من قريتى شاعر ، عرفنى بأسمه :

–  محمد عبد الستار الدش ..  بلدياتك

وترك لي بعض قصائده ..

لست وحدك إذن .. أرض الدلتا خصيبة .. أنجبت الكثير من المبدعين والساسة .

فلم لا .. لك الآن توأم ؟!

في أوائل الثمانينات إلتقينا بالشاعر ” محمد نشأت الشريف ” ودعانا للمجئ إلي المحلة بعد أن سمعنا ، وكم كانت دهشته وفرحته بوجودنا .. وهناك إلتقينا بالأصدقاء :

( فراج مطاوع – محمد عبد الحافظ ناصف – جمال عساكر – فريد معوض – لطفي مطاوع – جابر سركيس – المطارقي – عبد الجواد الحمزاوي ) ..

وتعرفنا بمن سبقونا :

 (  مختار عيسي – احمد عزت- محمد العزونى ـ  محمد أمين – محمد أبو قمر – سامى عبد الوهاب – مجدى الحمزاوى- المرسي البدوي- سعيد عبد الرازق ) ..

  وأسعدتنا لقاءاتنا مع الأساتذة :

( جار النبي الحلو – فريد أبو سعده – سعيد الكفراوي – المنسي قنديل – – وغيرهم كثير )

وسعدنا بمن لحقونا ( د/ محمد طلبه – د/ محمد داود – مرفت العزونى – مجدي الفقي – نجوى سالم – وسام جارالنبي الحلو )

نهر من الإبداع – في المحلة – يتدفق .. ويغري بالسباحة فيه ..وبدأ المشوار .

**

للتحقق واثبات الذات وجوه كثيرة ، منها النشر والانتشار .. وكتيبتنا تملأ العين وتبهرها بتنوعها .. وهاهم الأصدقاء كلفونى برئاسة نادى الأدب ووضعوا فى يدى عجلة القيادة ..  لم تستوعبنا مجلة الرافعى .. والماستر لها بريق .. التففنا نحن الأصدقاء وأصدرنا مجلة  ” دلتا الأدبية ” ثم سرعان ما صهرتنا التجربة فشكلنا

 ” جماعة رؤى الإبداعية  ” وأصدرنا أكثر من عشرين عنوانا ما بين ديوان شعر ومجموعة قصص  وكتاب نقدى وكتاب أطفال .. ودارت العجلة .

**

 هل نسيت مجول ..ومجول نسيتنى فى خضم الحركة والاحتكاك؟      

   – أبدا..   

   كانت أولى كتاباتى عن أهلى وناسى ضممتها فى كتاب ” الحبيبة مفروطة الخرزات ”  وتقدمت بها الى اشراقات فى أواخر الثمانينات وسألنى الكاتب /  محمود العزب  مدير تحريرها آنذاك

 من المحلة ..-

–  قلت  .. آه ..

– تعرف ..جار النبى ..

– قلت .. أستاذى ..

( ولم أكن قد رأيته من قبل ) وأضفت متباهيا

– كما أن جابر عصفور والكفراوى .. بلدياتى ..

ابتسم لحظتها بتحفظ وقال .. انت منهم .. !

ثم أردف ..الحبيبة تقصد مصر .. سكت وأدركت ساعتها أننى كذبت .. وكذبتى ألصقتنى بتيار لم يجرفنى ، ولست سابحا فيه.. أنا بن مجول .. فقط مجول ..  التى بينها وبين المحلة سبعة كيلومترات والتى انفرطت خرزاتها من لسانى .

 كانت ثقتي بنفسي كبيرة وايمانى بأنني قادر  على تحقيق حلمي ككاتب يزداد .. كونت من قصصي مجموعة أخرى واستبعدت السابقات  وأسميتها ” على باب ناعسة ” ديوان  قصص .. وناعسة جارتي طيبة وودودة ، جميلة وخجولة ، وبرية وقت اللزوم  تشبه أختي تماما غير انها بنت الحانوتية وأختي ابنة العامل إلذى ترك الشركة وامتهن شق القنايات والمصارف بين الغيطان لما تدره عليه من قروش قليلة أكبر بكثير من ميرى الشركة وكلتاهما تشبهان  “مجول ” قريتي التى لا هي قرية و لا هى مدينة  بيوتها بالطوب الأحمر  وشبابها بالبنطال والقميص ورجالها على المقاهي قلما يذهبون للغيطان .

( هذه رحلة فى قرية افتقدناها ، ندخل من باب ناعسة الى أشجار السرو والصفصاف ، ونسمع صوت المرأة وضحكة الطفل وخوار البقرة ، رحلة تمر بالمرضى ووجوه فى صفرة الليمون ، وتأخذنا الى البوح بالغرام ودفء له رائحة تنفذ من القصص ،إنها رحلة تستحق القراءة والمشاركة فى اكتشاف شخوص ” ايهاب الوردانى وولعه بحياة بسيطة تتفجر عا لما كاملا ) جار النبى الحلو 1991

**

الاحتكاك يولد الشرارة .. والشرارة إما تضئ أو تحرق .. وفي التجمعات الأدبية ( نوادي الأدب – مقاهي الأدب – اللقاءات الأدبية – المؤتمرات ) صقلت مواهبنا وبان لنا الطريق .. ووضعنا علي أوله أرجلنا .. رغم المعارك غير المجدية والتي استهلكت بعضا من عمرنا .. إلا أننا إستلمنا الراية وواصلنا المسير .. وأضحت المحلة بمبدعيها علامة علي خصوبة تربتها وتدفق موجات نهرها .. أوائل التسعينات أصدرت علي نفقتى ” علي باب ناعسة ” ووسمتها بديوان قصص.. ثم تلاها

 ” الإرث”  ديوان قصص.. لإيمانى أن اللغة ليست آداة توصيل بقدر ماهي كائن حي لها كل مقومات الحياة .. وإيمانى بأن الأدب في المقام الأول تعبير عن الجمال حتى وإن كتبنا عن القبح .. الجمال روح الأدبية التى تسمه ، وسر إشعاعه ..

 ثم أصدرت ” العجز والرؤية ” كتاب نقدى..

ثم ” مفهوم القص وإشكاليات البناء ” كتاب نقدى

 وفي جميعها أحاول أن أكتشف نفسي التى لا أعرفها ولا يراها غيري ، وأكتشف أهلي الذين تتغير ملامحهم ، وأن أرى ما لا يراه الآخرون فيّ وفيهم ..

**

إنطلاقي –  إذن ودائما – ما يكون أنا .. ليس لأن الذات محور العالم ولا لكونى أحببت ذاتى .. وإنما كنت أمام أحد أمرين :

إما أن أتصالح مع نفسي أو أفقدها ..

 وهكذا أخترت الأولي  .. التصالح مع النفس .. وهذه لا تتأتى بسهولة ..

كان عليّ أن أكتشفها  ،  وأسبر غورها ثم أروضها حتى تعطينى إياها .. فتصفي وتهدأ  ، وتلقي بعيدا عنى أسمال نفيها ،  وتجاهلها ، في عالم يصيب من يعيش فيه بالخبال والعدمية..

 ومن ثم تتكرر في قصصي الذات المنقسمة بين ذوات تشبهها وذوات لا يعرفون للوعي معنى .. فيهدمون الدار علي من فيها أو يوكلون حياتهم للظروف أينما حلت .

( إن الواقع فى قصص على باب ناعسة هو معكوس المثل الشعبى ” مية من تحت تبن “فماءالحركة يملأ سطح الفعل الابداعى الذى ينسجه بمهارة ” الوردانى ”  من خلال تملكه لعدسة مصورة اكتسبها من خبرة النساجين المهرة للقصص المحلاوية )

 د / يسرى العزب  1992

**

أظن – وليس كل الظن إثما – أن الكتابة عندى  هي سؤالي عن الحقيقة ،وبحثي عن التواصل  وسعيي نحو إيمانى بوجودى ..

الكتابة عندي نجاتى ..

الكتابة عندى إمرأة متى لاطفتها وتوددت إليها منحتنى أريجها ، ومتى نفرت منها وإبتعدت عنها لوت لي بوزها وأعطتنى مؤخرتها ..

الكتابة عندي تعدل حجة .. والحج له إحرام .. وإحرامه أن تكون كما ولدتك أمك ..

الكتابة في مقدراتى توق إلي الخلق وإلي معرفة الخالق ..

الكتابة ببساطة تطهر وولادة جديدة .

( ثمة نصوص طالعة من اقاليم مصر تشارك فى الحياة الثقافية وفى ممارسة الفعل الابداعى بجسارة ووعى وتقدم ممكنا آخر من ممكنات الكتابة وتتجاور هذه النصوص مع نصوص عديدة فى تقديم صورة الأدب المصرى المعاصر .. لا يزال العالم الذاتى هو عالم ” ايهاب الوردانى الأثير فما يشغله هو قضايا الذات فى اشتباكاتها العديدة مع العالم  ولعل هذه السمة الذاتية تظهر فى إضفاء الطابع الانسانى على مكونات الطبيعة )

د / رمضان البسطاويسى : مجلة الثقافة 1994

***

كانت رهاناتى انذاك أن أكون مختلفا عن أقرانى  وانحيازى واضحا للمفهوم الجمالى فى الكتابة عبر تحولات الذات وتشظياتها  دون ان تفقد خصوصيتها وايمانى بان اللغة ليست اداة توصيل فحسب بقدر ماهى كائن حى  كبقية الشخوص لها دور اساسى فى تجسيد النص القصصى

( مالذى انت فاعله ؟ ثمة اجابة واحدة تتردد فى جنباتك قد تكون الواحد الفرد لكنك منهم خرجت وإليهم تنتسب وعليهم يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حيا محسوب  .. هذا هو المفتتح الذى يستهل به الوردانى مجموعته القصصية الاولى ، فهو كفرد يشعر بذاتيته وخصوصيته لكنه ينتمى لهذه القرية وناسها الذين يراهم أينما يولى وجهه  بضعفهم وسلطتهم ويربطهم فى ثنائيات متضافرة .. كما نجد أن الوردانى يحمل عبء المكان والناس والزمن  فالمكان دائما ينتمى لمفردات قرية مجول والناس أيضا ناس مجول طيبون وعلى فطرتهم  لكنهم متفرجون ساكنون والزمان دائما الآنى والحاضر ) نجلاء علام  : مجلة الثقافة 1996

ألم أقل منذ البداية ..

من منا يريد أن يتعرى .. ؟!

من منا يريد أن يكون كما ولدته أمه..؟!