نـبـذة

الإرث ”  هى المجموعة القصصية الثانية للكاتب إيهاب الورداني بعد مجموعته القصصية الأولى ” على باب ناعسة “.
وهذه المجموعة تتكون من 16 قصة تختلف فى شكلها وموضوعاتها ، فهى تبدأ من هموم الذات إلى هموم القرية المصرية، مرورا بهموم الوطن لتنتهى بهموم الأمة وقضاياها المصيرية .
لكننا نستطيع أن نجد أن هذه القصص  تدور فى أغلبها حول أربعة محاور هى :
(1 ) المحور الأول : يضم القصص التى تدور حول هموم القرية المصرية ، وتجرى أحداثها فى إطار ريفي خالص وهى قصص (تكوين ـ مشاوير الأسياد ـ الإرث ـ وغيرها ).
( 2 ) المحور الثانى : ويضم قصصا تدور حول هموم المثقفين واهتماماتهم مثل قصص ( بورتريه ـ جلوة ـ وحشة ).
( 3 ) المحور الثالث : ويضم قصصا تدور حول الهموم السياسية العامة  ، وهذا المحور ينقسم إلى قسمين :
القسم الأول : يضم القصص التى تدور حول الهموم السياسية والاجتماعية الداخلية التى تخص الواقع المصرى ، مثل قصص ( رجفة ـ تحد ).
القسم الثانى : يدور حول الهموم القومية والعربية العامة مثل قصص ( الرقص على الخليج ـ ثلاثية للحزن ـ للخنازير ).
(4) لمحور الرابع : ويضم قصتين تدوران حول العلاقات الزوجية ، هما ( سجدة للسفر ـ نهار سابق ).

المقتطفات

يومها لم أملك نفسي ، كانت أمي بين يدى الطبيبة دجاجة مهيضة الجناح ، تقلبها يمينا تهاود ، تقلبها يسارا لا تعاكس .. كانت تغرز أصابعها الرفيعة تحت الجنبين وفوق السرة ، وقلبي يطلع معها وينزل .. أرى وأكاد لا أرى :
الجلد المكرمش في تهدله ، والزرقة الممزوجة بالصفرة .. تضع ” سماعتها ” فوق البز وتحته ، وتستقر قليلا في وهدة الصدر ، كرشة النفس تتشكل ألف حالة وحالة ، تفتح فمها وعينيها وتزيح تكة سروالها المرقع إلى مالا أرى ، أبلع ريقي وحصوات دموعي سدت منافذ الرؤية عندي ..
هل ستروح أمي كما راح أبي ؟؟
صغيرا كنت ، أبي ممدد في المندرة ، والنسوة يتوافدن علينا ، ملأن وسط الدار وقدام العتبات ، السواد يقبض العين
بينهن أمي : تدفن رأسها في عبها ، ومن حين لأخر تخبط عليه ضربات متتالية ، متباعدة حينا ، وتشق السكون صرختها .. أجذبها من يدها ..تلقفني أخرى في حضنها وتبوسني .. أزعق ، وأتفلص من أيديهن إلى أمي .. تمسح دمعتها ، وتنظر في عيني طويلا ..