نـبـذة

كثيرا ما نواجه هذه الأيام بسرديات شتى تتمسح جميعها في القصة والرواية وقد ساعد في ذلك التطور المذهل والإمكانات الهائلة المتاحة في عصر التكنولوجيا وفي المقابل لا نرى ولا يواكب – هذه السرديات – قراءات نقدية تتكشفها أو تزيل عنها غبار ما علق بها من هنا أو هناك .. بل تعدى الأمر ما يدور في واقعنا الثقافي حول هذه السرديات دون روية أو تمحيص فاختلط الحابل بالنابل وتماهت الفواصل ولم يبق لنا من ساداتنا النقاد غير كليشيهات مقولبة ومصطلحات زائفة لا تغني ولا تسمن .
ولأنني أؤمن أن الأدب أوسع من أن يؤطر وأفسح من أن يقولب لأنه منتج ذاتي إلا أن العملية النقدية ضرورية ولا يمكن اختزالها في تكويناتها النظرية ومصطلحاتها اللانهائية بل في كيفية تعاملها مع النص الأدبي .
فكانت هذه المقاربات التى تدور فى فلك الخطاب الأدبي  ترصده وتصفه وتطمح إلى إنتاج معناه عبر ظواهره .

المقتطفات

هل ثمة اختلاف فى أن الإبداع منتج ذاتى
هل ثمة اختلاف فى أن التجربة الجمالية تجربة تلق ذاتى ؟
هل ثمة اختلاف فى أن النص الأدبي نتاج ثقافة معينة تؤطرها الرؤى المنتجة والقناعات الفكرية لصاحبها وتشكل بنيتها الكلية ؟
هل … وهل …. وهل …. ؟
الهلات كثيرة, وتواليها يكشف عن ضرورة تنوع زوايا النظر إلى النص الأدبي كما تؤكد حاجتنا المعرفية لخطاب نقدى مغاير ومتنوع .
لذا كان علينا نحن ـ المبدعين – أن نخوض غمار النقد باحثين عن أفق جديد تجاه ما نقرأ وما نسمع وما يعتور حياتنا الأدبية الآن من تفسخ وتقوقع متلمسين في ذلك قناعاتنا ومؤسسين على ذلك وعينا وإدراكنا للعملية الإبداعية في بوحها الجمالي ..
ومما لا شك فيه أن مفهوم الخطاب وتحليله شهد تطورا ملحوظا منذ أواسط السبعينات وحتى الآن ولم تأسره أو تحدده التعريفات المانحة له بدءا من :

  • الخطاب مرادف للكلام عند دوسو سور
  • متتالية من الجمل فى المدرسة الفرنسية
  • أو الملفوظ بزيادة مقام التواصل من وجهة نظر ما نيكنو
  • أو الحوار فى مدرسة بيرمنكام ( التقليد الأنجلو ساكسونى )
  • أو المنولوج كما يؤكد مايكل هوو(حول ظاهر الخطاب )

 وسيظل كذلك يشغل بال الباحثين كموقف ذى ملامح متعددة بدءا من القصدية ، وانتهاء بالرؤية ، مرورا بالبناء والتشكيل
وتعدد دلالته هذه هى سر إشعاعه وديمومته …..
من هنا تبدت لى أهميته اللافتة فى أفق الوعي التى تسهم وتؤسس فى بناء الوطن /الذات
وهذا لا يعني أن هذه المقاربات  تدعي  لنفسها الجديد بقدر ما تفتح أفقا ما في التناول والتلقي مرتكزة على النص ومنطلقة منه ، مهتمة بالتقنيات واستخلاص الدلالات والقيم الجمالية أكثر من وقوفها مع أو ضد النظريات ولبوساتها : فاتحة بذلك أفق التساؤل في إعادة صوغ السؤال حول مفهوم الخطاب فى تبدلات المعنى والأسئلة المستعادة .