صدر ديوان قصص ” ثمة حارس يفزعه الوقت” عن الهيئة العامة للكتاب ، وهو الإصدار السابع للورداني الذي بدأ مسيرته الإبداعية في منتصف الثمانينيات. ويشمل الديوان القصصى ” ثمة حارس يفزعه الوقت” على خمس وعشرين نصا سرديا يبدأ من الذات وينتهى بالوطن.
نصوص الورداني القصصية تقف على تخوم الشعر وتنهل من إرث المجددين في فن القص أمثال عبد الحكيم قاسم ويحي الطاهر عبد الله ومحمد المخزنجي .. وتتكئ معظم نصوصه على مجموعة من العناصر التي تقربها من منطقة الشعر أو تغوص فيه أولها اللغة التصويرية ثم التفاصيل الدقيقة ثم الفضاء الشعرى والتكثيف ثم الوصف الداخل والخارج مما يدفع بها الى مستوى السرد الشعرى عملا بمقولة ماركيز الشهيرة “إن أفضل القصص ما كان تعبيرا شعريا عن الواقع “.
هو
وحده يعرف.. وحده يحرس..
منذ أن وطأ قلبه اليابسة.. مفتوح العينين، شامخ كنخلة، مشع وصامد.. لا يعرف من أين جاءه أسمه، ولا أحد أسماه به.. ملامحه تشبه الكثير، كأنه أنا، أو كأنه أنت، أو كأننا هو ..غير أنه هادئ كأبله، أو مخلوق من عالم أخر.. تراه حينا يضحك وحينا ينهنه.. وحينا يرسل عينيه فى السماء، يقينا ليتزود، أو يشكو، أو يرنو، لفضاء كان ساكنه قبل أن يهبط أو يطرد.. لا علم لى ..
لكن المؤكد أن ما حوله يعنيه.. وما يراه يضنيه وما يفعله – طوعا أو كرها – ليس تحريضا ولا بطشا، ولا طقسا يتقنه بقدر ما هو نبوءة أمه حين نثرت وجعها عليه :
يابن بطنى فى عنقك طائرك فلا تجعلهم يصحرون واحتك .. واردعهم مهما تكالبوا عليك
كان نخلة تفرد أشرعتها للسماء طالبة المدد، وتدلى سباطها لقلوب تجاوزت أشواقها الرؤية إلى حنين ذوق الثمار . بلحها فى كل دار .
© 2023. جميع الحقوق محفوظة