هذا كتاب يضم بين دفتيه بعض الأقلام التي استطاع الشاعر الكبير / محمد عبد الستار الدش الوصول إليها وقد تناولت تجربة إيهاب الورداني الإبداعية بالقراءة والدراسة ، لتكشف الطريق للمحبين لإبداع الورداني ،ولأقلام أخرى تتعامل مع تجربة هذا المبدع ،لتبرز جانبا آخر من جوانب هذه التجربة ،وقد تضيف عمقا للدراسات السابقة .
كما يضم عصارة مشاعر من الصداقة المخلصة ،والأخوة الصادقة من خلال التعامل ،والمعايشة على شكل شهادات يؤكد أصحابها على صدق حبهم في زمن قاس ،تقل فيه مثل هذه الوجدانيات الشفيفة الخالصة.
هذه الشهادات جاءت قسمين : نثرية وشعرية.
وهذه الشهادات على تعددها ،وتنوعها تكشف جوانب إنسانية عديدة لإيهاب الورداني ، منها ما كان معروفا للجميع،ومنها ماكشفته هذه الشهادات .
كنت أظن أنني سوف أسبقه إلى الموت، بل كان هذا ما اتفقنا عليه فيما بيننا.. فحين كنت أشكو إليه المرض، كان يدعو لي بالصحة وطول العمر، ثم يعقب ضاحكا:عموما لا تحمل هما، سوف أقيم لك تأبينا حافلا يليق بمقامك.
لكن ها هو ذا يخلف موعده، ويسبقني إلى الموت، وهذا هو قدر الله، ولا مفر من قدر الله، فليرحمه الله رحمة واسعة، وليرحمنا جميعاً أحياء وأمواتا.
والحديث عن إيهاب الورداني ذو شجون، ولست أدري عن أي إيهاب أتحدث الآن، فقد كان أكثر من شخص اجتمعوا في إيهاب واحد.
هل أتحدث عنه ككاتب وأديب، أم أتحدث عنه كأخ وصديق عزيز.أم أتحدث عنه كنقابي قدير؛فقد لعب إيهاب في حياته، هذه الأدوار كلها وقام بها خير قيام.
كان نخلة تفرد أشرعتها للسماء طالبة المدد، وتدلى سباطها لقلوب تجاوزت أشواقها الرؤية إلى حنين ذوق الثمار . بلحها فى كل دار .
© 2023. جميع الحقوق محفوظة