نـبـذة

هي محاولة قرائية من جهة وتطبيقات عملية من جهة ثانية في إعادة النظر للكثير من المفاهيم الجمالية والفنية لمفهوم القص وإشكاليات البناء  على مستوى النص الأدبي المطروح في ضوء المتغيرات الاجتماعية ومستجدات العصر الفكرية وطبيعة النمو الإنساني بشكل عام بعيدا عن الإغراق النظري والمصطلحات الهلامية .. وهذا لا يعني أن هذه المقاربات  تدعي  لنفسها الجديد بقدر ما تفتح أفقا ما في التناول والتلقي مرتكزة على النص ومنطلقة منه ، مهتمة بالتقنيات واستخلاص الدلالات والقيم الجمالية أكثر من وقوفها مع أو ضد النظريات ولبوساتها : فاتحة بذلك أفق التساؤل في إعادة صوغ السؤال حول مفهوم القص وإشكاليات البناء في القصة والرواية .

المقتطفات

المتـتـبع لحركة القـص في المشـهد الأدبـي الآن لابد وان يلحـظ ثـمة مـدا في التحرر مما هو مفروض وسائد ، نحو ما هو متجاوز ومغاير لسلطة النموذج المرتبط بمرجعيته الواقعية والاجتماعية – والتي سادت منذ بدايات نشأتها وأدخلها المقتبسـون الأوائل حتى اكتمالها علي يدي محفوظ وإدريس .
وإذا كان هـذا المـد أمـرا طـبيعيا نتيجة تـغيـر القـيم الاجتماعية والواقع المعاش ونتيجة لموقف الأديب المعاصر ورؤيتـه لعالمه والعـالـم حوله يمكنـنـا – إذا – رصد جماليات غير مألوفة واتجاهات غير معروفة ورؤى مدعومة بانفتاحها الثقافي تستقي شرعيتها من طبيعتها الحداثية – نسبة إلي الزمن  – من حيث النشأة والتطور بالقياس إلي الغرب ومن طبـيعتها المنهجـية من حيث المراجعـات الدائمة للمفاهيـم والتقنيـات وتمحيـص خصوصيـات المتخيـل ومكـوناتـه أو ما يمكن تسـميتـه بمفهـوم الكتابة في ضوء الإضافـات والتحولات أو الكتابة عبر النوعية كما يسميها” ادوارد الخراط ” بوصفها دالا علي الحداثة في الأدب.
وعلي الرغم من حداثة هذا المد المتحرر إلا انه تمكن من أن يصوغ أسئلته – حـيـث الـذات الـمركـز – ويـطـرح اشكـالـيـاتـه المتـميـزة – في التـجنـيـس – ويفرز خصوصياته في اللغة والموضوع والرؤى ويعلن بوضوح عن مساره وسط تراكمات جنسه ..