تقرير لجنة التحكيم

هذه هي الدورة الثالثة لمسابقة الكاتب الكبير إيهاب الورداني يرحمه الله، وقد وصلت إلى القائمة القصيرة خمس مجموعات هي: (روح الحياة، حقيبة ظهر، خالتي لا تأكل الخضر، مهرج فقد ضحكته، فتاة تشعر بالملل).
وكنا قد بينا منذ الدورة الأولى القواعد الأساسية التي نستند إليها في الحكم على القصص وتقييمها، وهي تستند على ركيزتين أساسيتين هما:
١: اللغة.
٢: البناء الفني.

أعضاء لجنة التحكيم

الأديب /
محمد العزوني

رئيس لجنة التحكيم

الأديب /
مجدي الفقي
عضو لجنة التحكيم
الأديب /
محمد المطارقي
عضو لجنة التحكيم
الأديب /
جابر سركيس
عضو لجنة التحكيم
الأديبة /
مرفت العزوني
عضو لجنة التحكيم
الشاعر /
أحمد عيد
عضو لجنة التحكيم

هذه هي الدورة الثالثة لمسابقة الكاتب الكبير إيهاب الورداني يرحمه الله، وقد وصلت إلى القائمة القصيرة خمس مجموعات هي:

   ( روح الحياة، حقيبة ظهر، خالتي لا تأكل الخضر، مهرج فقد ضحكته، فتاة تشعر بالملل) .

     وكنا قد بينا منذ الدورة الأولى القواعد الأساسية التي نستند إليها في الحكم على القصص وتقييمها، وهي تستند على ركيزتين أساسيتين هما:

١: اللغة.

٢: البناء الفني.

 

أولا: اللغة:

 

     اللغة هي المادة الأساسية للأدب شعرا أو نثرا، فهي المادة الخام التي يصوغ منها الكاتب عمله الفني، ولا بد للكاتب أن يمتلك اللغة امتلاكا تاما، وأن تكون لغته صحيحة وجميلة ومعبرة في آن معا.

     لكننا هنا سنتوقف أمام الحد الأدنى للغة، وهي الصحة والسلامة في النحو والإملاء، لأن صحة اللغة هي الأساس الأول من ناحية، ولأنها من ناحية أخرى أمر قابل للحصر والعد والقياس، وسوف نخصص للصحة اللغوية ٤٠٪ من الدرجات.

     ولأن عدد الأخطاء اللغوية في العمل كله أمر شديد الصعوبة، فقد ركزنا على عينة ممثلة من كل عمل، وهي العشرون صفحة الأولى.

     وقد جاءت الأخطاء اللغوية في كل مجموعة على النحو الآتي:

١: حقيبة ظهر:

     كانت الأخطاء النحوية صفرا، إذ لا يوجد خطأ واحد لا في العشرين صفحة الأولى، ولا في بقية الصفحات، فكان أن حصلت هذه المجموعة على الدرجة النهائية ٤٠ من ٤٠.

 

٢:روح الحياة:

     عدد الأخطاء اثنان وعشرون خطأ، مما يعني خطأ واحدا في كل صفحة.

الدرجة: ٣٥.

 

٣: خالتي لا تأكل الخضر:

     عدد الأخطاء سبعة وثلاثون خطأ، أي ما يقرب من خطأين في كل صفحة.

الدرجة: ٣٠.

 

٤: مهرج فقد ضحكته:

     عدد الأخطاء خمسة وخمسون خطأ، أي ما يقرب من ثلاثة أخطاء في كل صفحة.

الدرجة: ٢٥.

 

٥: فتاة تشعر بالملل:

     عدد الأخطاء سبعون خطأ، أي ما يقرب من أربعة أخطاء في كل صفحة.

الدرجة: ١٥.

 

 

 

 

 

 

 

 

ثانيا: البناء الفني:

     للقصة القصيرة كغيرها من فنون الأدب أسسها وقواعدها، وتقاليدها، وقد تتغير هذه القواعد من عصر إلى عصر، ومن مدرسة إلى مدرسة، فقد تضخم مدرسة من دور الشخصية، وقد تقلل من دور الحدث، بل إن القصة القصيرة لم تعد شيئا واحدا، فهناك ألوان متعددة من القصة، فهناك القصة القائمة على الحبكة التقليدية، وهناك اللوحة القصصية، والقصة القصيرة جدا … الخ، والمهم هنا هو قدرة الفنان على التعامل مع هذه الأشكال المختلفة من القصة.

      وبناء على هذا سوف نناقش البناء الفني لكل مجموعة:

 

١: روح الحياة:

    

     هذه مجموعة من القصص القصيرة جدا، لا يزيد بعضها عن نصف صفحة، بل أحيانا ثلاثة أسطر كما في قصة ( الطريق)، ولا يزيد أطولها عن ثلاث صفحات.

     وقصص هذه المجموعة أقرب إلى اللوحة القصصية منها إلى القصة القصيرة المعتادة، فاللوحة شكل من أشكال القصة يقوم على وصف مكان أو مشهد أو تصور شخصي أو شيء من هذا القبيل.

     وهي تبدأ وتنتهي في خط أفقي دون ميل إلى التصعيد المعتاد في القصة القصيرة، وهذه اللوحات تمثل المرأة في كل مراحل حياتها، بدءا من ريعان الشباب وفوران الأنوثة الأولى، حيث تبدأ الفتاة رحلة البحث عن الحبيب، كما في قصة ( سكة سفر ) و (أميري) وغيرها.

     ثم ترافق المرأة في رحلة الزواج والعمل والأمومة، وكل ما تعيشه المرأة من آلام وأفراح، وما تتطلع إليه من آمال.

     ما يجعل من هذه المجموعة أقرب إلى الحلقة القصصية المترابطة، وهي القصص التي ترتبط إحداها بالأخريات إلى درجة يتعدل فيها فهم القارئ لكل قصة من خلال فهمه للقصص الأخرى.

     ولعل أجمل ما في هذه المجموعة أن الكاتبة تقدم لنا الحدث دون تدخل مباشر منها، فهي تهمس ولا تخطب، تلمح ولا تصرح، وتدع القارئ يستشف المعنى الكامن بنفسه.

     لذا استحقت هذه المجموعة درجة ٤٥ من ٦٠.

 

٢: حقيبة ظهر:

     ربما كانت هذه المجموعة أقرب إلى المجموعة السابقة، فأغلب قصصها قصيرة جدا، كما أنها تميل في الأغلب إلى اللوحة القصصية.

      ولعل الفرق بين هذه المجموعة والمجموعة السابقة أنه بينما تركز المجموعة السابقة على مشاكل المرأة وهمومها، فإن هذه المجموعة تتسع للكثير من القضايا الاجتماعية والإنسانية، مثل قضية الهجرة إلى إيطاليا، والغرق في البحر، كما في قصة ( على الضفة الأخرى للحياة)، بل إن هذه المجموعة تتسع للقضايا العربية كقضية سوريا، كما في قصة ( نبتة برية).

     وليس في هذا كله مشكلة، فالمشكلة أن الكاتبة ترتدي أحيانا ثوب المعلم، وعمامة الواعظ، فتمتلئ القصص أحيانا بالخطابة والأسلوب التقريري المباشر، وارتفاع نبرة الصوت، نرى هذا في الكثير من القصص، ولعل أكبر مثال على هذا قصة ( معا لتدمير صحتك بأمان) التي تحذر فيها الكاتبة من أضرار التدخين.

     ومن هنا فإن هذه المجموعة لم تحصل إلا على ثلاثين من ستين، في البناء الفني.

     ولعل الشيء الوحيد الذي دفع هذه المجموعة إلى الصدارة وجعلها تفوز بالمركز الثاني هو لغتها الصحيحة، إذ تندر أخطاؤها، حتى إنها تكاد تنعدم، مما جعلها تحصل على الدرجة النهائية في اللغة.

 

٣: خالتي لا تأكل الخضر:

     هذه المجموعة تمتلئ بقصص الرعب لدرجة أثارت رعبي وأنا أقرأ، فالقصص مليئة بالمسوخ الذين يسببون الهلع، وينشرون الرعب في صفحات المجموعة ، بل إنها تحتوي على بشر يأكلون لحوم البشر كما في قصة ( خالتي لا تأكل الخضر  التي تحمل المجموعة عنوانها.

     والمشكلة هنا ليست في الرعب في حد ذاته، فقصص الرعب صار لها وجودها وانتشارها في هذا الزمان، ولعلها صارت الأكثر مبيعا من غيرها من القصص والروايات.

      لكن المشكلة هنا أن الرعب في هذه القصص يبدو كما لو كان رعبا مستوردا استقاه الكاتب من أجواء أفلام وروايات الرعب الأجنبية.

     بل إن هناك قصة تدور في بيئة أجنبية تماما، وهي قصة ( منزل آل دارسلي ) كما يدل عنوان القصة، وكما يدل اسم بطلها جوناثان، ولعل من حقنا أن نتشكك إن كانت قصة مترجمة أم مؤلفة.

     ولعل المشكلة الأكبر أن الكاتب وقع في كثير من الثرثرة والاستطراد والمبالغات التي لا يحتملها فن القصة القصيرة.

الدرجة: ٣٥ من ٦٠.

 

٤: مهرج فقد ضحكته:

    

     هذه المجموعة هي أكبر المجموعات حجما ( ٢٢٠ صفحة)، ولذا فقد تعددت فيها القصص، واختلفت اتجاهاتها ما بين قصص عاطفية واجتماعية وسياسية، بل انتقلت من الحاضر المعيش إلى الماضي السحيق، حيث نجد قصة تدور في العصر الفرعوني هي قصة ( الملك – اللص).

     بل إن القصص تجاوزت البشر إلى غيرهم من الكائنات الغيبية، فالقصة الأولى ( النهاية) تدور حول إبليس.

     كما أن هناك عدة قصص تدور حول عالم الجن مثل قصة ( عفريت مصباح ) وغيرها.

      ونستطيع أن نلاحظ في بعض القصص قدرة الكاتب على استخدام المفارقة في قصصه، لكن المشكلة الأساسية هنا هي كثرة الاستطرادات، والتدخل المباشر من المؤلف، ما يجعلنا نصغي دائما لصوته، دون أن نرى الأشخاص وهم يتحركون أمامنا ويتفاعلون مع بعضهم بعضا.

الدرجة: ٣٠ من ٦٠.

 

٥: فتاة تشعر بالملل:

 

     هذه كاتبة قادرة على صنع حبكة قصصية قوية تشد القارئ، كما أنها قادرة على استخدام السخرية المرة، التي تكاد تشرف على العبث واللامعقول، كما في قصة ( ممطر دافئ شتاء )، حيث يتقدم موظف إلى مديره بطلب إجازة، يكتب فيه ( أريد الحصول على إجازة لأنني سأنتحر غدا) فيؤشر المدير على الطلب قائلا ( مرفوض، يمكنك الانتحار غدا بعد ساعات العمل، وإلا سيتم خصم يوم الخميس ).

     ونرى هذه السخرية المرة في الكثير من قصص المجموعة.

     وقد كان يمكن لهذه المجموعة أن تنال الجائزة الثانية على الأقل لولا الأخطاء اللغوية المرعبة الكثيرة التي تصل أحيانا إلى أكثر من خمسة أخطاء في الصفحة الواحدة، ومع هذا فإننا لم نبخسها حقها في البناء الفني، فهي تستحق أربعين من ستين.

 

     وإليكم النتيجة النهائية:

 

 

المؤلف

المجموعة

اللغة

البناء الفني

المجموع

سارة الليثي

روح الحياة

٣٥

٤٥

٨٠

دعاء الجابي

حقيبة ظهر

٤٠

٣٠

٧٠

أحمد صابر حسن

خالتي لا تأكل الخضر

٣٠

٣٥

٦٥

 

مهرج فقد ضحكته

٢٥

٣٥

٦٠

نورهان نشأت فكري

فتاة تشعر بالملل

١٥

٤٠

٥٥